تهافت التهافت على المقررات المدرسية

أن تكون كاتبا مدرجا في المقررات فذلك أمر يبقى متعلقا بقيمة ما تكتب وبانتباه المكلفين من طرف الوزارة بتهييء المقررات، وهم في الغالب لا يقرءون وإنما يسمعون عن الكتاب الكبار مثل باقي عباد الله، وفي كل الحالات، فإن أمر تشريفك بالانبطاح أمام عيون أجيال المتعلمين كل عشية دخول مدرسي ليس بالأمر المسعد دائما، إذ من المعقول جدا أن تعارض إدراج كتاباتك في المقرر إذا كانت مهلهلة مسفة تجلب عليك سخرية التلاميد وسخطهم وآلاف “لا حول ولا قوة بالله” آبائهم، بل ستكون أضحوكة الشعب المغربي من اليوم إلى استبدال المقرر بآخر، وإذا كنت كاتبا مرقعا واقفا في الساحة الثقافية بالبركة، فمن الأحسن أن تستحيي وتستر عورتك، فإذا كان ضعفك يعرفه بعض أصدقائك المقربين الذين يقرءون لك على مضض، فإن هذا الضعف سيصبح معروفا يرن بنواقيس طول وعرض البلاد، ولك أن تتصور “بهدلتك” على مر سنوات من تاريخ المغرب

أنا أتكلم عن الكاتب نصف الموهوب وما عليه أن يصنع إذا أنذر بإدراج سفاسفه في المقررات، أما الكاتب الفاشل الذي يتفق الناس أن كتاباته أقل من وسخ جدارات المراحيض، ومع ذلك يذهب بسنطيحته ووجهه الأحمر إلى وزارة التربية يفرغ أمامها “عدالات” من الدموع حتى تقر له زبله النتن أو يتصل بالنافذين وما أكثرهم وأبسط عقولهم، وفوق ذلك يستجيرهم ويستشفعهم أن يخلوا بينه وبين حقوق التأليف، فذاك رجل يعجز اللسان عن وصف طمعه وحرصه ووقاحته وانحطاطه، وإذا كان عندكم أبناء يسمعون فقط عن المفسدين والسماسرة ومنعدمي الحياء فخذوهم إلى هؤلاء المستكتبين(يطلب منهم أحيانا أن يكتبوا على مقاس المقرر القادم:الله يخليك آلسي فرتلان دير لينا شي رواية كاتتكلم على فضائل القراءة، بغيناها للجدع المشترك علوم!) ليروا العجب العجاب الذي يسمعون عنه أو يقرءون فضائحه أو يرون بعض نماذجه في الأخبار المصورة، هكذا إذن نخطط للقراءة في مقرراتنا، بالتدخلات نفسها التي تصنع البرلمانيين الغائبين النائمين، بنفس الاستثمار في الشفاعات و”الرغيب والمزاوكة والعار” بهذه الاستراتيجية نريد أن ننمي البشر في بلادنا، لعمري إن التعليم الذي ظل صامدا طاهرا بعيدا عن الشبهات زمنا طويلا، قد أصابته اليوم مصيبة عظمى، ستجر الويل والخراب على المستقبل وتحيله رميما مرميا