Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
el-ouakiliali.overblog.com

متى يكون المغرب براغماتيا؟

16 Février 2013 , Rédigé par Ali El Ouakili

 

حين تراجع تاريخ المغرب تجده مليئا بالأخطاء التي سببها تسيير البلاد بالعواطف الفردية والمزاج الشخصي وفي أحسن الأحوال، سياسته بالنية. وكما هو معروف في المنطق السياسي، لا يمكن لدولة أن تسير إلا وفق المصالح الكلية لأمة، وإذا تعارضت مصالح الأمة مع الأخلاق والمبادئ فإن هذه الأخيرة ترمى في الجحيم. ونحن نقف على محطتين خطيرتين لم يكن فيهما المغرب براغماتيا كما يتطلب ذلك المنطق السياسي، أولها، المساندة المغربية للأمير عبد القادر ، والثانية، الامتناع عن ترسيم الحدود المغربية غداة الاستقلال. ففي الأولى غلب الاندفاع الديني على المغاربة ولم يتبينوا ما هي القوة العسكرية الفرنسية، التي تحولت منذ بداية القرن التاسع عشر، من القتال بالأمواج البشرية إلى استراتيجية الرمي بالمدافع وصفوف الرماة بالرصاص ، وقد سخر الجينرال الفرنسي بوجو من المغاربة في معركة إسلي وهو يراهم يقاتلونه بخطة عسكرية تجاوزها الزمن قبل معارك نابوليون. إذن تعاطف المغاربة مع "إخوانهم" الجزائريين ففقدوا هيبتهم وأفسحوا لبلد ضعيف مثل إسبانيا أن يدكهم دكا في معركة تطوان، وعروا حقيقة ضعفهم، (التي بقيت مستورة منذ انتصار السعديين على البرتغاليين)، أمام القوى الاستعمارية التي ما كانت لتستعجل اتفاقية الجزيرة الخضراء لولا هذه الوقائع التي سببها الحس البراغماتي الضعيف أو المنعدم، وجاء الاستعمار الفرنسي بعد ذلك بما عرفناه عنه من وقاحة سنوات التهدئة وحماية المغرب من نفسه

أما في الثانية، فقد كان بإمكان المغرب أن يسترجع قدرا مهما مما اقتطعته فرنسا لصالح الجزائر الفرنسية، وحل مشكل الحدود نهائيا مع الجزائر، لكن العواطف غلبت على المنطق السياسي، ورفض المغاربة مناقشة الحدود إلا بعد استقلال الجزائر، ولو كانت الجزائر مكان المغرب لطمعت حتى فيما هو غير جزائري من أرض المغرب بمقولة "عضة فالفكرون… ، والنتيجة، تنكر الجزائر لأي شبر مغربي في أراضيها، بل صنعت قنبلة دائمة في الصحراء حتى يصبح أمر الحدود في خبر كان، وحتى "يطلب المغرب السلة بلا عنب". هذه هي السياسة وهذه هي العواطف، لقد علمتنا الجزائر دروسا مفيدة في الحس البراغماتي الرفيع، وكررت ذلك دون أن نتعلم، وآخر ذلك استعدادها للتقرب من إسرائيل إذا كان ذلك سيقوي البوليزاريو ويرفع بعض المظلات المساندة للمغرب، أما نحن فلا نزال كما كنا منذ زمن بعيد، ندير السياسة بالعواطف والأمزجة غافلين أن التحالف مع الشيطان ليس حراما في المنطق السياسي، فمتى نتعلم؟

 

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article