Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
el-ouakiliali.overblog.com

نجوم بلا كتابة

15 Février 2013 , Rédigé par Ali El Ouakili

في المغرب ظاهرة عجيبة عرفتها البلاد منذ الاستقلال، تتمثل في وجود أشباه كتاب حشرتهم ظروف ما ،في جحيم الشهرة دون أن يكون لديهم رصيد مقبول من الكتابات، بل إن بعضهم أشفق على نفسه من هذا الهم المضني دون أن يجد رحمة في القلوب، فزج به لأغراض حزبية في الغالب، في معترك مجهول لديه، فتحول مشروع كاتب كبير إلى مهزلة كاتب عمومي مشع الإسم فقير الخيال.وهذه الظاهرة ليست مخصوصة بالمغرب، ففي الكثير من الدول العربية شبيه لهؤلاء، لكن الكاتب المزور في المغرب يتميز بهروب فظيع إلى الأمام، كم كبير من هؤلاء لا زال لم يقتنع أنه أضحوكة حقيقية في المجالس الخاصة، بغض النظر عن المديح والنفخ والتطبيل في الملاحق الثقافية وكتب النقد المنافقة. وقد تحول بعض هؤلاء المكذوب على موهبتهم المنعدمة إلى سلط ثقافية تحيي وتميت، تتعثر بها أينما وليت وجهك، تحاصرك في كل مكان، تفسد الساحة الثقافية من شدة احتياجها للمداحين، بينما من طبيعة الكاتب الأصيل ألا يركع لأحد، ومن ثم فلا يخضع لمثل هؤلاء الكتاب الكبار بلا كتابة سوى أمثالهم، إنها مأساة بلا نهاية. إن الكاتب الحقيقي هو الذي يكتب قبل أن يصل المجد والشهرة، هناك من قضى سنوات طوال من الجحود والإنكار قبل أن يعترف به، فالمجد دائما للكتابة الأصيلة مهما طال القتل والإقصاء، أما هؤلاء، فإنهم وصلوا قمة التداول بالإسم دون الإبداع، هل تعرف فلان؟ آه ! الكاتب الكبير؟ نعم، ومن لا يعرفه؟ هل قرأت له؟ لا لم يحصل لي الشرف. لكن سيكون كاتبا عظيما دون شك. وإذا أعماه الله وقرأ له، فإنه يزيله من ذهنه في صورة الكاتب الملهم ويبقيه في منزلة المشاهير المبهمين، هذا مآل من يسعى إلى المجد دون كتابة إنها مهزلة يكررها بعض الكتاب الشباب اليوم، يذهبون بقوة نحو النجومية بكل الوسائل إلا الكتابة، يتشفعون لدى الكبير والصغير ويعترضون لكل صيحة ولو أنها ليست عليهم، يصنعون المادحين بكل ما يملكون، والغاية تبرر الوسيلة، غبر مدركين للمصير التراجيدي الذي ينتظر الكاتب النجم بلا كتابة، المجد الكبير ظاهريا، الفضيحة المجلجلة باطنيا، وعلى كل حال، فالكاتب فاقد الموقف والرؤيا لا شك أنه لن يشتغل إلا بالتفاهات، وحين يستفيق من الدوخة، سيجد أصابعه تورمت من صناعة بناء هائل من الورق، أما الكتابة فيحتاج من أجل إتقانها إلى عمر

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article